نظم مركز تمكين ورعاية كبار السن احسان جلسة حوارية بعنوان “النشاط صحة” وذلك تزامناً مع فعاليات اليوم الرياضي للدولة حيث يعتبر كبار السن فئة ذات قيمة عالية لها القدرة والحق في المساهمة في عملية التنمية الوطنية ويسعى مركز احسان الى تشجيعهم على الاستمرار في العطاء بهدف ترجمة رؤيته ورسالته للإسهام في التنمية البشرية والاجتماعية في الدولة وهدفت الجلسة الى التواصل مع النخبة المجتمعية وتعريفهم بدور مركز احسان في المجتمع القطري ومناقشة القضايا المتعلقة بحقوق و احتياجات كبار السن وتسليط الضوء على تأثير ممارسة الأنشطة البدنية و الرياضية على جودة الحياة لكبار السن بدولة قطر وتناولت الجلسة ثلاث محاور ، قدم اول محور السيد/ عبد الله الدوسري مدير الأنشطة و الفعاليات الاتحاد القطري للرياضة للجميع تحت عنوان التحديات و الفرص المتاحة أمام كبار السن لممارسة الرياضة في دولة قطر وقدمت الورقة الثانية السيدة / مريم الأنصاري مدير مكتب التخطيط و التطوير مركز تمكين و رعاية كبار السن (إحسان) بعنوان : تأثير ممارسة الأنشطة البدنية و الرياضية على جودة الحياة لكبار السن بدولة قطر وقدم الورقة الأخيرة الكاتب / علي محمد يوسف المحمود (كاتب قطري) بعنوان : "تجربتي في المجال الرياضي "تجربة واقعيه". ودشن مركز احسان على هامش الجلسة الحوارية دراسة بعنوان "تأثير ممارسة الأنشطة البدنية والرياضية على جودة الحياة لكبار السن بدولة قطر " ، من جهتها وضَحت السيدة مريم الانصاري مدير مكتب التخطيط والتطوير بمركز احسان أن ممارسة النشاط البدني الرياضي من الركائز الأساسية التي تساعد على إعداد المواطن المتزن بدنياً عقلياً و عاطفياً واجتماعياً ، و تجعله قادراً على الإنتاج و القيام بواجبه نحو مجتمعه و وطنه، وقالت: " بالرغم من الرعاية الصحية و الاجتماعية و النفسية التي تقدمها المجتمعات لكبار السن إلا أنه لا توجد آثار ملحوظة في مجال الأنشطة البدنية الرياضية ، حيث لوحظ عدم الاهتمام بكبار السن من الناحية الرياضية فلا توجد برامج رياضية خاصة بهم بالرغم أن النشاط البدني جزءٌ متكامل من حياة الفرد و الأسرة". وقالت: " استهدفت الدراسة التي تم تدشينها اليوم التعرف على أثر ممارسة الرياضة على جودة الحياة لدى كبار السن، ورصد التحديات التي تحد كبار السن من ممارسة الرياضة، وتسليط الضوء على بعض الأنشطة البدنية الرياضية المناسبة لكبار السن." مضيفة أن الدراسة التي أطلقها المركز مفيدة في التعرف على أهمية ممارسة الرياضة والنشاط البدني من أجل الصحة العامة والصحة النفسية لكبار السن حيث استخلصت توصيات تسهم في وضع رؤية مستقبلية لتطوير رياضة كبار السن في المجتمع القطري. موضحةً ان الدراسة استعرضت في الجانب النظري عدة موضوعات مهمة كالأنشطة البدنية الرياضية وأثرها على جودة الحياة لدى كبار السن والفوائد الصحية والنفسية والاجتماعية لممارسة كبار السن النشاط البدني الرياضي والأنشطة البدنية الرياضية المناسبة لكبار السن فضلاً عن الإرشادات والمحاذير الصحية لممارسة الأنشطة الرياضية لكبار السن ودور الأسرة في تحفيز كبار السن على ممارسة الرياضة ودور مركز تمكين في تشجيع كبار السن على ممارسة الرياضة واخيراً دور دولة قطر في المجال الرياضي. واوضحت ان الإطار التطبيقي للدراسة استخدم فيه الباحثون المنهج الوصفي على عينة تشمل الفئات العمرية من 60 سنة وما فوق من المواطنين القطريين والمقيمين، وتم استخدام العينة العشوائيّة في الدراسة من أفراد المجتمع القطري والمقيمين، بحيث تكون ممثلة للمجتمع المذكور. وقد تمّ تشكيل قوائم بأماكن تواجد أفراد العيّنة ومناطقهم. وتمّ أخذ (110) فرداً (60) من الذكور و(50 ) من الإناث ممثلة لمجتمع الدراسة، وتمثلت أداة جمع البيانات في المسح المرجعي: للكتب والدارسات والبحوث في مجال رياضة كبار السن، وشبكة المعلومات الدولية؛ لتحديد المحاور الرئيسية للدراسة، وتم إعداد استبيان من قِبل الباحثين ، وتوزيعه على عينة تم اختيارها بشكل عشوائي من المجتمع، و كشفت الانصاري ان نتائج الدراسة أظهرت أنّ كبار السن من أفراد العينة في معظمهم لا يُمارسون الرياضة بشكل منتظم حيث أن 30% من الذكور يمارسون الرياضة و24% من الإناث لا يمارسونها، كما أن 26% من الذكور لديهم الرغبة في ممارسة الرياضة وكذلك 33% من الإناث، ولكن لديهم بعض المعوقات من أبرزها الظروف الصحية وأظهرت النتائج أيضا أن رياضة المشي أكثر رواجاً بين كبار السن بنسبة 89% من أفراد العينة نظراً لأن رياضة المشي يمكن ممارستها في أي مكان وبأي وقت. من جهته أكد السيد عبدالله الدوسري مدير الأنشطة والفعاليات بالاتحاد القطري للرياضة للجميع في ورقته بعنوان "التحديات والفرص المتاحة امام كبار السن لممارسة الرياضة في دولة قطر" ان كل فرد في المجتمع ركيزة أساسية بالنسبة للاتحاد ، وذلك من اجل بناء المجتمع والمساهمة بتطويره بشكل دائم و قال : " نحن ندعم فكرة مساعدة الاخرين من حولنا ودعمهم بالصحة والنشاط، وفئة كبار السن الذين بنوا المجتمع بالذات يجب ان يستمر عطائهم وان تبقى معهم دائما هواية ممارسة الرياضة وتحقيق النشاط البدني، والذي يجب ان لا ينقطع ويستمر من الصغر حتى آخر مراحل العمر" موضحاً ان المشاكل التي يواجهونها في الاتحاد غالباً تكون بسبب توقف الأشخاص عن مماسة الرياضة في عمر معين، مما يؤدي الى عدم تحمل جسمه لبعض الرياضات، فضلاً عن الصعوبات النفسية التي تواجه بعض الأشخاص قبل ان تكون حركية، مؤكداً على أهمية التثقيف لفئة كبار السن ولكافة فئات المجتمع بأهمية ممارسة الرياضة من خلال عقد مثل هذه الورش والجلسات النقاشية التي يمكن من خلالها تضافر الجهود بين الجهتين لدعم فكرة أهمية ممارسة الرياضة، لهذه الفئة العمرية وتثقيفهم بشكل يلائم نمط تفكيرهم واحتياجاتهم. مضيفاً ان الاتحاد قد توقف عن بعض الأنشطة بسبب جائحة كورونا ولكنه استمر في طرح بعض البرامج عبر تطبيق انستقرام كبرنامج 365 يوم من النشاط الذي يهدف إلى نشر الوعي بمفهوم ثقافة الرياضة بين أوساط المجتمع، وبكافة فئاته العمرية، وجعل الرياضة أسلوب حياة والذي بدأ فعاليات في حديقة اسباير من العام 2014 ومازال مستمرا بإتاحة الفرصة للجميع بدون استثناء لممارسة الرياضة في فترة العصر لمدة ساعتان في حديقة اسباير واللقطة و الريان وبشكل مجاني بوجود مدرب متخصص، وقال: " كل الأنشطة في هذا البرنامج مجانية للجميع. واكد الدوسري ان التحدي الأول الذي يواجه الشخص المقبل على ممارسة الرياضة هو ان يتقبل هذه الفكرة وهذا التحدي إضافة الى تحديات الطقس والمكان المناسب لممارسة الرياضة، وان يتقبل وجوده مع فئات مختلفة ثقافيا وجسميا وعمريا" وأضاف ان الاتحاد حرص على مشاركة جميع الفئات كسباق 90 كيلو الذي انطلق من حديقة الشيراتون وشارك فيه رجل يبلغ من العمر 62 سنة حيث ان هذا السباق لم يكن مخصصًا للعدائين، بل للجميع، مشيرًا إلى أن المشاركة مفتوحة لجميع الشرائح والأعمار. وأضاف ان الكثير من الأطفال المشاركين بفعاليات الاتحاد يأتون بمرافقة اجدادهم وقال: "نحن نستغل فرصة وجود الأجداد ونقوم بتمرينهم ببعض التمارين الخفيفة المناسبة لهم لتشجيعهم على ممارستها بين الوقت والأخر" وفي الختام أعرب الدوسري عن سعادته الكبيرة بهذا التعاون مع مركز احسان لتفعيل دور الاتحاد بتثقيف فئة كبار السن منتسبين احسان غيرهم بأهمية ممارسة الرياضة. وقدم المحور الأخير الكاتب القطري علي محمد المحمود حيث أشاد بجهود الدولة من الناحية الرياضية مشيرا ان المرافق كثيرة ولا يوجد عذر يمنع أي شخص كان كبير او صغير ان يمارس الرياضة فالإنسان لا يجب ان يتوقف عن ممارسة النشاط الرياضي في عمر معين بل يجب ان يتمتع الأشخاص بالثقة والإصرار والعزيمة فعندما يتحقق ذلك سيصل الانسان الى هدفه وستتحقق المتعة والفائدة المرجوة ، وقال: " استفدنا كثيرا في قطر من خلال الاحداث الرياضية التي تنظمها الدولة فالبنية التحتية أصبحت ممتازة وتم توفير الكثير من الحدائق والمنتزهات الخاصة لممارسة الرياضة والمشي، و توجد أيضا حديقة مكيفة تتحدى ظروف الطقس الحار في الغرافة، فالدولة هيئت كل الظروف الملائمة لجميع الأشخاص ولكافة الاعمار ،، فقط يجب على الشخص ان لا يتقاعس وان يتحلى بالصبر والعزيمة فضلا عن ذلك فقد خصصت الدولة يوما رياضيا لتشجيع الناس على ممارسة الرياضة وتذكيرهم بأهميتها وقال يوجد لدى الدولة الكثير من المواقع والحدائق والنوادي" واختتم المحمود مداخلته متمنيا لمركز احسان التوفيق وتحقيق أهدافه المرجوة من خلال هذه الجلسة الحوارية.